تحقّقت أخيرًا بعض من أحلام شباب قرية تنبيب من معتمدية قبلي الشمالية، بعد انتظار دام 12 عامًا، بإقامة ملعب معشّب يتيح للأطفال والشباب ممارسة الرياضة والاستمتاع بأوقات الفراغ، في خطوة رمزية تعكس إرادة المجتمع المحلي والتفاعل الجهوي والمركزي مع مطالب المناطق الداخلية
المشروع، الذي كان يُواجه صعوبات عدة مثل عدم صلاحية الأرض وصعوبة تصريف مياه (“النزّ”) وارتفاع كلفة الأعمال الترابية، لم يُلغَ بفضل مجهود الأهالي وتعاونهم مع الإدارات المركزية والجهوية بما في ذلك متابعة والي الجهة، والبلدية، والمعتمدية، وعمدة المنطقة والمقاول فضلاً عن دعم وزير الداخلية خالد النوري الذي أوصى بالتعجيل بفضّ إشكاليات المشاريع المعطلة والإسراع في الإنجاز
وأصبحت الأرض التي كان يُعتقد أنها غير صالحة ملعبًا معشّبًا يحتضن فرحة الصغار والكبار و”النزّ” الذي طالما كان “عذراً” للتعطيل تحوّل إلى مشروع مستقل في طريق المعالجة الجدية من خلال استجابة وزارة الفلاحة والموارد المائية مركزياً وجهوياً منذ شهر جوان الماضي لمطلب الأهالي المتمثّل في تنظيف النشعيات بكلفة 145 ألف دينار وبرمجة مشروع تركيز محطة ضخ بالطاقة الشمسية لتصريف مياه “النزّ” نحو شط الجريد على طول 4.5 كلم وبتمويل يقارب 2 مليون دينار وقد تمّ إنجاز الدراسة الفنية وتحديد الموقع في انتظار طلب العروض خلال الأيام القادمة
ملعب قرية تنبيب تم افتتاحه رسميًا وسط أجواء احتفالية حيث دارت مقابلة بين قدماء الزيتونة الرياضية بتنبب يوم الإثنين 01 سبتمبر 2025 بينما نسجت باقي القرى على منوال تنبيب وهم ملعب طنبار وملعب الرابطة وملعب مزرع الناجي
بعد زيارة والي قبلي السيد المعز العبيدي يوم الخميس 17 جويلية 2025
في إطار متابعة تنفيذ المشاريع الرياضية بالأحياء السكنية، مرفوقًا بالإطارات الجهوية المعنية شملت الزيارة معاينة كل هذه المناطق لمتابعة مدى تقدم نسق الإنجاز وتم حينها التأكيد على استكمال الأشغال بكافة الملاعب المذكورة لاستغلالها من قبل متساكني الأحياء المعنية وأكد بالمناسبة على أهمية هذه الفضاءات في دعم النشاط الرياضي وتوفير محيط ملائم لتنمية قدرات الشباب
هذه الإنجازات ليست مجرد ملعب رياضي، بل رمز لإحياء الحياة في مناطق منسية واستعادة أصوات الأطفال وفرحة الأهالي، مؤكّدًا أن التنمية لا تحتاج إلى معجزات، بل إلى استماع صادق، تفاعل فعّال، إرادة قوية واحترام كرامة الناس وأحلام الأطفال
الصادق التواتي*



