nefzawa.net

أزمة النقل بين قبلي وقابس: انتظار طويل وأثمان مضاعفة

قطاع-النقل-بقبلي

التنقل الحر والآمن ليس مجرد خدمة بل هو حق أساسي لكل مواطن وأحد أبسط الحقوق التي تضمن له كرامته وتسهّل حياته اليومية ومع ذلك يواجه سكان قبلي تحديات كبيرة على خط النقل بين قبلي وقابس، حيث تتحوّل الرحلة اليومية إلى معاناة بين الانتظار الطويل والغلاء المضاعف وسط فوضى تؤكد غياب التنظيم والرقابة وتضع المواطن بين مطرقة الظروف وسندان التعريفة الباهظة

أزمة النقل بين قبلي وقابس لم تعد مجرد حديث يومي بل أصبحت عبئًا يثقل كاهل المواطنين على خط اللواجات بين الجهتين هذه الأزمة فتحت الباب أمام سيارات خاصة تستغل الوضع وفرضت تعريفة مضاعفة تصل إلى 20 دينارًا للراكب في حين أن التسعيرة القانونية لا تتجاوز 10.500 ما يزيد معاناة المسافرين

في محطة قبلي قبالة المستشفى الجهوي يتحول المشهد إلى رقعة شطرنج فوضوية عشرات المواطنين يقفون تحت أشعة الشمس الحارقة كلٌ يسعى لاقتناص مقعد داخل السيارة وكأن الحياة أصبحت مسابقة لمن هو الأسرع أو الأقوى وفي غياب أي تنظيم حقيقي يلجأ بعض السائقين لاستخدام هواتفهم للتنسيق مع ركاب معينين لنقلهم دون المرور بالمحطة بينما المحطة نفسها تفتقر لأبسط مقوماتها من مقاعد انتظار كافية إلى مظلات تحمي الركاب من حرارة الشمس أو شباك استقبال منظم

أما في محطة قابس فلا تقل المعاناة قسوة المواطن الذي وصل بعد موعد طبي أو يوم عمل شاق يجد طابورًا طويلًا من الركاب العائدين إلى قبلي واقفين تحت حرارة الشمس خاصة بعد الظهر ورغم قصاصة التنظيم التي يحملها كل راكب برقم محدد تبقى مجرد ورقة بلا قيمة إذ لا توجد سيارات كافية لتلبية الطلب ويظل الركاب في انتظار قد لا ينتهي

الأمر المحير أن المنصة والتطبيق الإلكتروني لمحطة قابس الذي يظهر كل الولايات مفتوحة مع عدد السيارات الشاغرة فيما تبقى قبلي مغلقة كأنها خارج الخدمة هذا الخلل الرقمي يترك الركاب في عزلة مضاعفة ومعاناة يومية

في مواجهة هذه الأزمة يجد المواطن نفسه بين خيارين لا يقل أي منهما مرارة عن الآخر الانتظار الطويل وسط الزحام والحرارة أو دفع ضعف التعريفة لسيارات خاصة تعمل خارج القانون وفي غياب حلول عاجلة تحوّلت محطتا قبلي وقابس إلى فضاء للفوضى اليومية

هذه الأزمة سلطت الضوء على حق المواطن في التنقل كخدمة أساسية لا يمكن المساومة عليها الحلول موجودة وتتطلب إرادة سريعة لتفعيل الرقابة الصارمة وإيجاد بدائل جماعية منتظمة وبدون هذه التدابير ستظل الفوضى والغلاء يثقلان كاهل الركاب ويصبح التنقل اليومي حلمًا بعيد المنال بدلًا من أن يكون حقًا مضمونًا لكل مواطن

مقال رأي : أحمد العامري

[wpcd_coupon id=7268]

Scroll to Top