شهدت مدينة قبلي نهاية الأسبوع المنقضي تفاعلاً شعبيًا واسعًا إثر الحملة الميدانية التي أشرف عليها والي قبلي، المعز العبيدي، بالتنسيق مع بلدية قبلي، منطقة الأمن الوطني، والشرطة البلدية، في إطار التصدي لظاهرة الانتصاب الفوضوي والاستغلال المفرط للأرصفة، بهدف تحسين المظهر العام للمدينة وتسهيل حركة المواطنين
وقد أسفرت الحملة عن نزع أعمدة وتجهيزات تعيق مرور المارة فوق الأرصفة، الأمر الذي لاقى استحسانًا كبيرًا لدى شريحة واسعة من الأهالي الذين عبّروا عن ارتياحهم لهذه المبادرة، بعد طول معاناة من التضييق على الأرصفة من قبل بعض التجار والمقاهي دون وجه قانوني
عودة تدريجية للنظام… وارتياح من المواطنين
أكدت السلطات الجهوية أن هذه الحملة تأتي في إطار حرصها على إعادة تنظيم الفضاء العام وضمان حق المواطن في التحرك بحرية وأمان، في ظل تزايد الشكاوى وتفاقم الفوضى في عديد المناطق
وقد عبّر المواطنون عن استبشارهم بهذه الخطوة، معتبرينها بداية لاستعادة جمالية المدينة واحترام حق المواطن في الرصيف
مطالب بتوسيع نطاق الحملة
لم تقتصر ردود الفعل على صفحة نفزاوة على الإشادة فقط، بل تضمنت دعوات واضحة لـمواصلة الحملات وتوسيعها لتشمل نقاطًا ساخنة أخرى تشهد تفشي ظاهرة الانتصاب الفوضوي، من بينها
طريق القطعاية قرب سوق الخضر
منطقة طريق قابس
شوارع رئيسية وسط المدينة
كما دعا المواطنون إلى توسيع نطاق التدخلات لتشمل بقية معتمديات الولاية، على غرار الفوار وسوق الأحد ودوز، حيث تشهد بعض الفضاءات العمومية حالة من الفوضى وتضييق الرصيف بفعل التمدد غير القانوني للمحلات والمقاهي
المواطنون يعلّقون: “طبقوا القانون على الجميع”
وفي تعليقاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، عبّر المواطنون عن دعمهم للحملة، مطالبين بتطبيق القانون على جميع المخالفين دون استثناء، سواء كانوا من المنتصبين الفوضويين أو أصحاب المقاهي والمحلات
قال أحد المعلقين:
“أحسن حاجة عملتها السلط. في اعتقادي، وفروا لهم مكان آخر ينصبو فيه. زيد طبق على الجميع، خاصة المقاهي، راهم احتلوا الرصيف، والمترجل وخاصة النساء مش لاقيين وين يمشوا. بعض المحلات محتلة الرصيف وحتى الطريق دون وجه حق…”
وأضافت مواطنة أخرى:
“والله أعزّ ما عملوا، وإن شاء الله يواصلوا البقية، خاصة القهاوي اللي شادين الطريق المخصص للمترجلين، مش للكراسي والطواول. الناس تمشي وسط الكياس بسببهم”
مطالب بإيجاد بدائل اجتماعية تحفظ كرامة المنتصبين
ورغم إشادة الأغلبية بقرارات الإزالة، لم تغب عن التعليقات نبرة القلق والتعاطف مع المنتصبين الذين يعتمدون على هذه الأنشطة كمورد رزق وحيد
وتساءل عدد من المواطنين:
“وفي المقابل، آش قدمتولهم كحلول؟”
فيما قالت إحدى المواطنات:
“أي والزوالي اللي يتعب على روحو باش يوفّر أبسط حق للعيش، لقيتولاش حل؟”
وطالب ناشطون بضرورة أن ترافق مثل هذه الحملات حلول بديلة منظمة، تراعي الجوانب الاجتماعية والاقتصادية، وتجنّب المنتصبين خطر البطالة والتهميش، عبر تخصيص فضاءات لعرض السلع وتوفير بدائل حقيقية تحفظ كرامتهم وتضمن لهم الاستمرارية في نشاطهم
ما القادم؟
تُعد هذه الحملة خطوة أولى في مسار طويل نحو إعادة تنظيم الفضاء العام بمدينة قبلي. وقد فتحت بابًا من النقاش بين ضرورة فرض القانون وحماية الأرصفة، وبين واجب الإنصاف الاجتماعي للفئات الهشة التي تمتهن الانتصاب كوسيلة عيش
الأنظار الآن متجهة إلى السلط الجهوية لمعرفة مدى استمرارية هذه الحملة وفاعليتها، ومدى استعدادها لتقديم حلول ميدانية عملية تضمن التوازن بين احترام القانون وحقوق المنتصبين
فهل تكون هذه الحملة بداية لتعميم التجربة على كامل المعتمديات؟ وهل يُرفَق الحزم بالإنصاف في قادم الأيام؟
[wpcd_coupon id=7268]

