أفاد وزير الشؤون الاجتماعية، عصام الأحمر، اليوم الاثنين، بأن الوزارة أعدّت استراتيجية وطنية للحق في التعلم مدى الحياة داخل المراكز الوطنية لتعليم الكبار، تهدف إلى أن تكون وثيقة مرجعية وملزمة لكافة الأطراف المعنية، في سبيل تحقيق الإدماج الاقتصادي، القضاء على أشكال التمييز، وترسيخ مبدأ ديمقراطية التعلم
جاء ذلك خلال احتفال انتظم بالعاصمة بمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية، الموافق لـ8 سبتمبر، تحت شعار: “التعلم مدى الحياة من الأبجديّة إلى مهارات الحياة”
وأكد الوزير أن الاستراتيجية الجديدة ترتكز على محورين أساسيين
يتمثل المحور الأول في الانتقال من التعليم الأبجدي إلى اكتساب المهارات الحياتية، لا سيما في ظل رقمنة العديد من الخدمات، مثل سحب المنح المالية أو التسجيل في أنظمة الضمان الاجتماعي. وفي هذا السياق، أشار الأحمر إلى أن الفئات المستهدفة تحتاج إلى تكوين يمكّنها من التعامل بفعالية مع هذه المنظومات الرقمية، دعمًا لاندماجها الاجتماعي والاقتصاد
أما المحور الثاني، فيتعلق بـتعزيز التنسيق مع مختلف المتدخلين، وخاصة وزارة التربية، وذلك عبر إعداد برامج تربوية واجتماعية موجهة لدعم الإدماج المدرسي ومرافقة التلاميذ المتعثرين، بما يُمكّنهم من مواصلة تعليمهم في الفضاء المدرسي
وشدّد وزير الشؤون الاجتماعية على أن هذه الاستراتيجية تسعى أيضًا إلى تطوير البرامج التعليمية لتشمل المهارات الرقمية واستخدام الوسائط السمعية البصرية، بما يضمن تعليماً مرنً
وتفاعليًا، إلى جانب التسريع في نسق محو الأمية في الولايات ذات النسب المرتفعة، من خلال وضع خطط تنفيذية جهوية تحمل أهدافًا دقيقة، كمية ونوعية، وقابلة للتقييم والإنجاز
وفي سياق متصل، أوضح الأحمر أن نسبة الأمية، وفقًا لآخر بيانات المعهد الوطني للإحصاء لسنة 2024، بلغت 19.3%، مشيرًا إلى أن أحد أبرز أسباب هذا الارتفاع يعود إلى تداعيات جائحة كوفيد-19، التي فاقمت عزلة غير المتعلمين وعمّقت الفجوة التعليمية
كما أظهرت البيانات تفاوتًا في نسب الأمية بين الجنسين، حيث بلغت في صفوف الإناث 22.4% مقابل 12% لدى الذكور
يُذكر أن عدد المراكز الوطنية لتعليم الكبار يبلغ حاليًا 915 مركزًا، فيما سجّل عدد الدارسين خلال السنة الدراسية الماضية 21864 دارسًا، من بينهم 44% من الكهول
[wpcd_coupon id=7268]

