الفقيد سيدي محمد زغدود: المربي الفاضل ورمز التربية والخدمة الاجتماعية بقبلي
اليوم 22 سبتمبر 2025، الذكرى الثالثة لوفاة السيّد محمد زغدود (1937 – 2022) المربي الفاضل والرجل الاجتماعي النشيط الذي كرّس حياته للتعليم وخدمة المجتمع والدين تاركًا إرثًا عميقًا في ذاكرة ولاية قبلي
النشأة والتعليم
وُلد محمد زغدود سنة 1937 في قبلي وبدأ رحلته التعليمية في كتاب “عزيز بن عمارة” بقرية الكعبي قبل إنشاء الجامع المحلي ثم التحق بالمدرسة الابتدائية التي أسسها الفرنسيون لكنه لم يواصل فيها طويلاً ليعود إلى كتاب “المؤدب الجواشي” حيث واصل حفظ القرآن والعلوم الأساسية
اختير للدراسة في الفرع الزيتوني بعد ما حفظ ربع القرآن حيث درس أربع سنوات وحصل على شهادة الأهلية استمرت رحلته التعليمية في تونس حيث حصل على شهادة التحصيل عام 1960 بعد سنوات من الجد والمثابرة في طلب العلم
المسيرة المهنية في التعليم
بدأ زغدود مسيرته المهنية في التدريس بمدينة صفاقس قبل أن ينتقل إلى عدة مدارس بولاية قبلي: الدهماني، الجديدة/المنصورة، مدرسة شارع بورقيبة، ثم تولى إدارة مدارس متعددة: ليماقس، فطناسة، تلمين، ومدرسة 3 سبتمبر قبل أن يعود كمدير إلى مدرسة شارع بورقيبة حيث أكمل فيها مسيرته التعليمية حتى سن التقاعد إجمالًا قضى 19 سنة معلّمًا و19 سنة مديرًا، متميّزًا بالجدية، الحكمة، والقدرة على قيادة المؤسسات التربوية
النشاط الاجتماعي والثقافي والديني
لم يقتصر دور محمد زغدود على التعليم فقط، بل كان ناشطًا اجتماعيًا وثقافيًا ودينيًا. فقد تولى
الكتابة العامّة للمصائف والجولات بين 1965 و2011، حيث كان مسؤولًا عن تنظيم الأنشطة الصيفية والرحلات الثقافية والتربوية
رئاسة جمعية المسنين منذ 2003 وحتى وفاته، مدافعًا عن حقوق كبار السن ومواكبة نشاطاتهم
الإمامة والخطابة بجامع الكعبي بجنعورة من 1982 إلى 2011 حيث كان مثالاً للأخلاق والتواضع وحسن التعامل مع المصلين
القيم والشخصية
عُرف السيّد محمد زغدود بابتسامته الصادقة وروحه المرحة، سلاحه النكتة الطريفة وحسن الخلق ما جعله محبوبا ومقدّرًا من الجميع كان مثالًا للمعلّم الشهم، المدير الحكيم والناشط الاجتماعي المثابر. لم يتوقف عن فعل الخير وتربية الأجيال، والعمل على الرقي بالشأن العام والخدمات المجتمعية
الإرث والتأثير
ترك محمد زغدود إرثًا كبيرًا في مجال التعليم والخدمة الاجتماعية والثقافية بقبلي فقد ساهم في تخريج أجيال من المتعلمين الذين أصبحوا فاعلين في مجتمعاتهم كما ترك بصمة واضحة في تنظيم النشاطات الصيفية والثقافية ودعم كبار السن ونشر القيم الدينية والتربوية السليمة.
الوفاة وتحية نفزاوة لذكراه
انتقل السيّد محمد زغدود إلى جوار ربه في 22 سبتمبر 2022 واليوم في الذكرى الثالثة لوفاته تحيي مؤسسة نفزاوة ذكراه بهذا المقال وتقدر جهوده ومساهماته في المجتمع
رحم الله المربي الفاضل محمد زغدود وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان
أحمد العامري*

