ما بعد المهرجان الدولي للتمور بقبلي: تحديات التنظيم وإكراهات التمويل في الدورة 39
بعد إسدال الستار على فعاليات الدورة التاسعة والثلاثين من المهرجان الدولي للتمور بقبلي، التي انتظمت أيام 19 و20 و21 ديسمبر 2025، عقب غياب السنة الماضية بسبب إشكاليات تنظيمية ومالية، عادت التظاهرة هذا العام وسط موجة من الانتقادات تعلّقت بمستوى التنظيم، ومضمون البرمجة، وضعف الحضور الإعلامي، ما دفع لجنة التنظيم إلى توضيح جملة من الصعوبات التي رافقت هذه الدورة
وفي استضافة خاصة بنفزاوة خلال حضورها في برنامج الماتينال، أكدت خضراء مشهور، عضو لجنة التنظيم، أن أبرز الإكراهات التي واجهت الهيئة تعود أساسًا إلى غياب الدعم المادي رغم ما بذلته السلط الجهوية من مجهودات وصفتها بغير الكافية لتنظيم مهرجان بحجم وقيمة المهرجان الدولي للتمور
وأوضحت مشهور أن هذه الصعوبات المالية كانت السبب الرئيسي في تأجيل المهرجان خلال الدورتين السابقتين مشيرة إلى أن اللجنة وجدت نفسها هذا العام أمام خيارين أحلاهما مرّ: إما الإلغاء أو تنظيم دورة بإمكانيات محدودة فتم اتخاذ قرار المضي قدمًا حفاظًا على استمرارية هذه التظاهرة التاريخية
وفي ما يتعلّق بالانتقادات المرتبطة بموعد تنظيم المهرجان بيّنت أن عدم تزامنه مع فترة جني التمور أثّر سلبًا على جهود الترويج خاصة في ظل الإشكاليات المتراكمة التي يشهدها قطاع التسويق خلال السنوات الأخيرة مؤكدة أن هذا الجانب سيكون محل مراجعة في الدورات القادمة
كما تطرّقت خضراء مشهور إلى ضعف مشاركة الفلاحين والتجار معتبرة أن الإشكال لا يرتبط بالدعم فقط بل يعود أيضًا إلى تقصير بعض المتدخلين في القطاع، رغم توجيه الدعوات لهم للمشاركة في فضاء “من المنتج إلى المستهلك” الذي تنظمه بلدية قبلي، حيث لم يُسجّل سوى عارض واحد
وأكدت أن الهيئة الحالية تُعدّ “هيئة إنقاذ”، عملت بأبسط الإمكانيات لتنظيم دورة وُصفت بأنها “بصفر مليم”، موضحة أن حتى مصاريف الإعاشة تم توفيرها من الموارد الخاصة لأعضاء الهيئة في ظل غياب دعم المستشهرين
وفي ما يخص ضعف الإشهار والتغطية الإعلامية شددت مشهور على أن “المال قوام الأعمال” معتبرة أن النقص في الترويج يعود أساسًا إلى شح الموارد المالية إلى جانب تأخر الهيئة في تقديم ملف المهرجان وهو خطأ تتحمّل مسؤوليته مؤكدة أنه سيتم تداركه مستقبلًا عبر تقديم الملفات في آجال مبكرة وتنظيم جلسات تقييم مسبقة وتعزيز التنسيق مع السلط الجهوية وتوسيع مجالات الشراكة
وفي ختام تصريحها توجّهت خضراء مشهور بالشكر إلى السلط الجهوية والمحلية والأمنية على ما قدمته من دعم ومساندة لإنجاح هذه الدورة رغم كل الصعوبات مؤكدة أن الهدف في الدورات القادمة يتمثل في تجاوز الإخلالات والارتقاء بالمهرجان إلى المكانة التي تليق بتاريخ قبلي ودورها الريادي في قطاع التمور

