يُعد الاقتصاد البرتقالي، أو ما يُعرف بـ”الاقتصاد الثقافي الإبداعي”، أحد المفاهيم الاقتصادية الناشئة التي تجمع بين الثقافة والابتكار والتكنولوجيا، لتقديم منتجات وخدمات ذات طابع إبداعي وقيمة مضافة عالية. ومع تسارع التحول التكنولوجي عالميًا، أصبح الاستثمار في هذا القطاع ضرورة وليس خيارًا، خاصة في بلدان مثل تونس التي تمتلك رصيدًا ثقافيًا غنيًا ومواهب شابة واعدة
ما هو الاقتصاد البرتقالي؟
يشمل الاقتصاد البرتقالي مجموعة من الأنشطة الاقتصادية التي تعتمد على المعرفة، الإبداع، والابتكار، ضمن الصناعات الثقافية والفنية. ويتضمن ستة قطاعات رئيسية
- التراث الطبيعي والثقافي
- الكتب والصحافة والنشر
- فنون الأداء والمهرجانات
- الإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي
- الفنون البصرية والحرف التقليدية
- التصميم والخدمات الإبداعية
ويضم الاقتصاد البرتقالي أيضًا مجالات فرعية مثل السينما، الفيديو، الموسيقى، المتاحف، المواقع الأثرية، المكتبات، والمعارض الثقافية الكبرى.
اقتصاد الإبداع كقوة ناعمة
يمتاز الاقتصاد البرتقالي بكونه قوة ناعمة تُعزز التماسك الاجتماعي، وتشجع على السياحة الثقافية، وتسهم في بناء صورة إيجابية للبلدان على المستوى العالمي. وتشير الإحصائيات العالمية إلى أن الاقتصاد الإبداعي يساهم بنحو 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ويوفر أكثر من 30 مليون فرصة عمل حول العالم
تونس والاقتصاد البرتقالي: الفرص والتحديات
رغم أن تونس ركزت تاريخيًا على القطاعات الكلاسيكية مثل الصناعة، التجارة، والخدمات، إلا أن المرحلة الراهنة تفرض عليها التوجه نحو اقتصاد المستقبل، وهو اقتصاد يقوم على المعرفة والإبداع
ويمثل الشباب التونسي عنصرًا حيويًا في هذا التوجه، نظرًا لطاقاته الابتكارية وقدرته على مواكبة التحولات الرقمية العالمية
: لكن رغم الإمكانات، لا تزال البيئة الاستثمارية في الصناعات الإبداعية تواجه عدة تحديات، أبرزها
- ضعف التمويل للمشاريع الثقافية الناشئة
- نقص التشجيع على الابتكار في المناهج التعليمية
- غياب البنية التحتية الثقافية في بعض الجهات الداخلية
نحو دعم حقيقي للاقتصاد الإبداعي
: حتى يتمكن الاقتصاد البرتقالي من لعب دوره التنموي في تونس، من الضروري
- تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لدعم رواد الأعمال في الصناعات الثقافية.
- توفير تمويل ميسر للمشاريع الناشئة في هذا القطاع.
- تهيئة فضاءات إبداعية مثل حاضنات الأعمال والمراكز الثقافية الذكية.
- إدماج الثقافة الرقمية والفنون في التعليم، وتحفيز الأطفال والشباب على الابتكار منذ الصغر.
- الترويج الدولي للمنتج الثقافي التونسي عبر المنصات الرقمية والمعارض العالمية.
إن الاقتصاد البرتقالي ليس مجرد وسيلة للترفيه أو التعبير الفني، بل هو رافد أساسي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومن خلال الاستثمار في الثقافة والإبداع، تستطيع تونس أن تبني اقتصادًا متنوعًا، يُمكّن شبابها، ويحافظ على هويتها، ويمنحها موقعًا تنافسيًا في الاقتصاد العالمي المعاصر

