مع انقضاء مرحلة “التمليص” أو ما يُعرف بتعديل العراجين، وانطلاق مرحلة نمو الثمرة – وهي المرحلة القبل الأخيرة في مسار إنتاج التمور يأتي بعدها التجريد والتكبيس ثم التغليف – تنفّست واحات ولايتي قبلي وتوزر، الصعداء هذا الصيف بعد غياب شبه تام لآفة السداية (عنكبوت الغبار) التي كانت تؤرق الفلاحين طيلة المواسم السابقة
🌿 صيف استثنائي بلا مداواة… ومؤشرات جودة مرتفعة
في العادة، يشكّل شهرا جوان وجويلية فترة حرجة في الواحات، حيث يضطر الفلاحون إلى تنفيذ حملات مداواة مكثّفة ضد آفة السداية، التي تهاجم الثمرة في بدايات تكوّنها، مسببةً تشوّهات، تغيرًا في اللون، وتساقطًا مبكرًا للتمور
وتُعتبر هذه الآفة من أخطر التهديدات الموسمية التي تواجه “دقلة النور”، إذ تؤثّر مباشرة على الجودة التصديرية للمنتوج، وتُكبّد الفلاحين خسائر في الإنتاج والمردودية والأسعار
📉 لكن، وعلى خلاف السنوات الماضية، لم تُسجّل هذا الموسم إصابات تُذكر، وهو ما يُعدّ مؤشّرًا استثنائيًا ونادرًا، خفّض من الأعباء المالية على الفلاحين بنسبة كبيرة.
🧾 حسب تقديرات ميدانية
أنفق الفلاحون هذا الصيف أقل من 20% ممّا اعتادوا إنفاقه على مكافحة السداية
في موسم 2024، تراوحت كلفة المداواة بين 400 و600 دينار للهكتار، بينما لم تتجاوز هذا الموسم 80 – 100 دينار للهكتار الواحد وكلها مصاريف وقائية جنّب هذا الوضع المنتجين مصاريف ضخمة كانت تُثقل كاهلهم كل صيف، خاصة في ظل ارتفاع أسعار المواد الفلاحية
💰 ورغم غياب السداية… كلفة المراحل التالية لا تزال مرتفعة
ورغم هذا “التنفّس” الصيفي، ما يزال الفلاح يتحمّل أعباء مالية كبيرة خلال المراحل المتقدمة من الإنتاج، على غرار
التعديل والتمليص
التجريد والكبس
وأخيرًا التغليف
☑️ هذه المراحل تُعتبر مكلفة جدًا، لا سيما مع ارتفاع أجور اليد العاملة وسط عزوف متزايد للعمّال الفلاحيين في الجهات المنتجة
📊 بالأرقام: إنتاج أقل… وصادرات تتراجع
وفقًا لوزارة الفلاحة، قُدّرت صابة التمور لموسم 2024/2025 بـ347 ألف طن، مقابل 390 ألف طن في الموسم السابق، أي بتراجع بنسبة 11% ويُشكّل صنف دقلة النور الجزء الأكبر من المحصول بـ293 ألف طن، مسجلًا تراجعًا قدره 10.6% عن الموسم الفارط أما على مستوى التصدير، فقد كشف المرصد الوطني للفلاحة ما يلي خلال الأشهر الثمانية الأولى من موسم 2024/2025 (إلى موفى ماي 2025)
بلغت عائدات صادرات التمور التونسية نحو 735.2 مليون دينار، بتراجع 4.4% مقارنة بنفس الفترة من موسم 2023/2024
كمية التمور المصدّرة بلغت 115.4 ألف طن، أي بانخفاض 6.4% في المقابل، سجّل متوسط سعر الكلغ ارتفاعًا طفيفًا بـ2.1%، ليصل إلى 6.37 د/كغ مقابل 6.24 د/كغ في ماي 2024
🌍 من حيث الأسواق
احتلت إيطاليا المرتبة الأولى بـ14.5% من الكميات المصدّرة، تليها ألمانيا (10.6%) ثم إسبانيا (10.4%)
أما التمور البيولوجية
فقد بلغت صادراتها 6202.2 طن بقيمة 56 مليون دينار، بمتوسط سعر 9.03 د/كغ
تمثّل هذه التمور 5.4% من الكميات المصدرة و7.6% من القيمة
وكانت ألمانيا الوجهة الأولى لهذه المنتجات بنسبة 31%، تليها هولندا وفرنسا
📢 الفلاح يطالب بسعر لا يقلّ عن 4 دنانير
أمام هذه الأرقام، يرفع الفلاح صوته مطالبًا بـ
تحديد سعر انطلاقة لا يقل عن 4 دنانير للكلغ الواحد من دقلة النور
إحداث آلية وطنية لاحتساب كلفة الإنتاج الحقيقية تشمل الوقاية والمداواة، اليد العاملة، التعديل، التغليف والماء
دعم مباشر أو غير مباشر في مواسم النخلة، التي باتت تُثقل كاهل المنتجين، رغم تحسّن المؤشرات المناخية
إنشاء منصة رقمية تربط الفلاح بالمُصدّر مباشرة، للحدّ من الوسطاء وتحسين هامش الربح
✅ موسم واعد… ولكن!
موسم 2025 يبدو واعدًا من حيث الجودة، لكنه لا يكفي فغياب السداية ليس مكسبًا ما لم يترافق مع مكافأة عادلة للفلاح فهو الحلقة الأولى في سلسلة الإنتاج، وإن واصل العمل في الخسارة، فإن كل السلسلة ستنهار، بما في ذلك سمعة التمور التونسية في الأسواق العالمية والمكافأة هي الترفيع في أسعار التمور من المنتج
[wpcd_coupon id=7268]

